بقلم :رنا علام
يتساءل العديد من الآباء والأمهات كيف أجعل طفلي مهتمًا بالعلوم؟ فالحقيقة أن طفلك بالفعل مهتم بالعلوم، بل ويولد ولديه هذا الاهتمام، ولكن المشكلة هو أنت! نعم؛ فأنت من يحاول بشتى الطرق أن يجعل طفله يكره العلوم، وأنت أيضًا من يحوّل حس الاكتشاف الفطري
لدى طفلك إلى عدم رغبة في الاكتشاف.
كيف يولد طفلي لديه ميل نحو العلوم؟
أثبتت بعض الدراسات أن الطفل يولد ولديه فطرة ورغبة في الاكتشاف والتعلم، بل ويولد ولديه دافع داخلي وميل نحو العلوم والطبيعة، على سبيل المثال تجد طفلك ينزع الأزهار من الحديقة ويشمها ويلمسها ويتحقق من ملمس الزرع، بل ويسأل كيف يتعلق هذا الزرع في الأرض
دون أن يقع؟ ومن قام بتثبيت هذا الزرع في الأرض؟ وكيف ينمو؟ وماذا يأكل الزرع؟ وهل يتنفس الزرع ويرى مثلنا؟
وتجده أيضًا في المصيف يجمع الأحجار من على الشاطئ ويبدأ باللعب بهم، ويلعب بالرمال ويبني قصورًا منها ثم تأتي الأمواج وتهدم كل ما فعله في ثانية؛ فيسألك أين ذهب قصري الذي بنيته، وماذا فعلت به الأمواج؟ وهل يمكن استعادته؟ تجاهلك لأسئلة طفلك هو ما يجعله
يفقد ميله نحو العلوم والطبيعة، فهذه فرصة ذهبية لتقدم لطفلك معلومات مبسطة عن الطبيعة حوله وعن العلوم بطريقة تناسب سنه وترضي تشغفه.
حس الاكتشاف عند الأطفال الذي لا يهدأ ولا يسكن أبدًا هو نفسه الحس لدى العلماء، فتجد العالم يبحث يمينًا ويسارًا بل ولا يترك شيئًا يمر مرور الكرام دون أن يخضع للفحص والتدقيق حتى يصل إلى نتائج جديدة.فيقول عالم الفلك الأمريكي «نيل ديجراس تايسون
» في فيديو له بعنوان «كيف تربي طفلًا أكثر ذكاءً؟»:
إن كل الأشياء التي يفعلها الطفل وتبدو تخريبية وتسبب الفوضى، هي طريقته للاكتشاف والعلم، فالعلماء البالغون هم أطفال لم يكبروا أبدًا.
فبدلًا من الصراخ في وجه طفلك حينما يفعل تلك التصرفات التخريبية من وجهة نظرك، ساعده على التعرف عليها أكثر. دع الطفل يكتشف أن سقوط البيضة سيؤدي إلى انكسارها، ولكن أن تخبره بذلك نظريًا دون أن يجرب ذلك بنفسه فلن يقتنع بذلك أبدًا.
فلا تستصغر الأمور؛ فتلك تجربة فيزيائية واقعية بالنسبة له، ثم أن تخبره بعد ذلك بأن تلك البيضة ستصبح دجاجة فيما بعد؛ تلك تجربة بيولوجية.
فتكلفة بيضة واحدة لا يسعنا مقارنتها بمدى الاستفادة بكم المعلومات التي حصل عليها طفلك التي لو قضيت عدة ساعات في شرح تلك التجربة له نظريًا فقط لن يستوعبها ولن يستفيد منها شيئًا، فالتجربة خير برهان ودليل.
كيف تستعيد ذكاء طفلك وتوقظ حسه العلمي مرة أخرى؟
يكون العلم أكثر متعة عندما يكون جزءًا من روتين الطفل اليومي، وحينما يقدم له بطريقة شيقة وممتعة.